مواجهة الماضضي الا ليم اص دارات معهد غوته

Transkript

1 مواجهة الماضضي الا ليم اص دارات معهد غوته

2

3 ١ الافتتاحية لا غنى لا ي مجتمع حديش عن مواجهة ماض يه الا ليم ومعالجته. هذه القناعة دفعتنا ا لى تخصصيص ملف العدد الجديد )٩٨( من مجلة «فكر وفن» التي يصصدرها معهد غوته الا لماني بشلاش لغات لهذا الموض وع ا ي ا ليات وسسبل معالجة الماض ي الا ليم للعبور ا لى المسستقبل. ا ذ لا يمكن لا ي دولة ا و مجتمع ا ن يدير الظهر لماض يه خصصوصصا ا ذا ششهد ا حداثا ا ليمة تترك ا ثارا تمتد ا لى المسستقبل. ومواجهة الماض ي ا و معالجته التي قصصدناها لا بد ا ن تكون نقدية وصصريهة حتى توءتي ا كلها. فبدون وض ع الا صصبع على الجره وجبر الخواطر ومعالجة الندوب المجتمعية وحتى كسسر التابوهات لن يكون لمعالجة الماض ي ومواجهته ا ي معنى. فلا يمكن طمسس الماض ي وكا ن ششيي ا لم يكن بل يجب مواجهته بششجاعة. وبالطبع قليلة هي المجتمعات المهظوظة التي لا ترزه تهت عبء ماضض ا ليم ا ي ا نها لم تششهد حروبا ا و ا عمال عنف. وحتى الدول التي لم تخضض حروبا وتعتبر قدوة لغيرها في الالتزام بقيم الديمقراطية تعاني من بقع غامض ة في ماض يها. ولعل ا سسطع مشال على ذلك هي سسويسسرا. فهذه الدولة التي تلعب دورا حياديا بناء في عالمنا اليوم لا تملك ماض يا ناصصعا كما يمكن للبعضض ا ن يتخيل. فدور سسويسسرا في الهرب العالمية الشانية وموقفها من الممتلكات المسسروقة للنظام النازي كان ا لى وقت قريب ا ششكاليا. موءخرا فقط تمت معالجة الموض وع بششكل بناء عبر ا لقاء الض وء على دور سسويسسرا في حقبة النازية من خلال ما بات معروفا ب Bergier-Bericht ا ي تقرير لجنة الخبراء المسستقلة الخاصصة بالتهقيق في دور سسويسسرا في الهرب العالمية الشانية برءاسسة جان فرانسسوا بيرغير التي وض عت تصصورها النهاءي عام ٢٠٠٢. ويمكن القول دون تردد ا ن الا لمان يعتبرون خبراء في معالجة الماض ي الا ليم ومواجهته. لقد كان على الا لمان مواجهة ماض يهم مرتين ا ي مواجهة ماض يين مختلفين ونظامين دكتاتوريين مختلفين. التجربة الا ولى وهي الا قسسى تمشلت بمواجهة حقبة النظام النازي في الهرب العالمية الشانية والجراءم الا رهابية الفظيعة التي بلغت ذروتها في الهولوكسست. والمشال الشاني تجلى في حقبة الدكتاتورية الششيوعية في ا لمانيا الششرقية سسابقا التي حكمها الهزب الاششتراكي الا لماني الموحد بالهديد والنار. وا ذا كنا نهن الا لمان نتباهى اليوم با ننا تمكنا من تجاوز ماض ينا الا ليم وواجهناه بششجاعة وصصار ماركة مسسجلة باسسمنا Germany» «Made in ننصصه بها مختلف المجتمعات الهديشة علينا ا لا ننسسى ا يض ا ا ننا بدا نا بمواجهة حقبة الهرب العالمية الشانية بششكل حقيقي لا ول مرة عام ١٩٦٨. بالطبع كانت معالجة ا رش ا لمانيا الششرقية ا خف وا سسهل وهي جاءت بششكل تلقاءي مع انهيار هذه الدولة وهيمنة ا لمانيا الغربية عليها مع توحيد ششطري البلاد. بالطبع ليسست تجارب الدول الا خرى بهذه السسهولة. فسسقوط الا نظمة الدكتاتورية قد تنتهي بهروب ا هلية ا و بشورات عنيفة. وا ذا لم تششهد هذه الدول كما هي الهال في الشورتين الروسسية والا يرانية حروبا ا هلية ا و قامت فيها تجارب غير ديمقراطية فا ن على مواطني معظم هذه الدول من ا نصصار الا نظمة الجديدة والقديمة ا ن ينظموا ا مورهم بهيش يتمكنوا من التعايشش معا بالطبع سسلميا. وهذه الهالة ممكنة داءما ا ذا تم كبت الماض ي ا و السسكوت عنه. لكن دون هذا الطريق مخاطر كشيرة منها ا ن جروه الماض ي لا تندمل تماما ما يفته الباب ا مام صصراعات دموية جديدة في المسستقبل. من هنا نجد ا نه بات ض روريا معالجة الماض ي عبر مواجهته بطريقة عقلانية. ولا لقاء المزيد من الض وء على هذا الموض وع وتعميقه يقدم العدد ٩٨ من مجلة «فكر وفن» تجارب عديدة من مختلف ا رجاء العالم حول سسبل التعامل مع الماض ي الا ليم ومعالجته. بالطبع تهتل التجارب الهديشة وما يجري في العالم العربي في هذه الا ثناء ا ولوية في هذا المجال. ا ذ يمكن للدول العربية كمصصر وسسوريا وغيرهما الاسستفادة من تجارب ا لمانيا ا و جنوب ا فريقيا والتعلم منها. هيي ة تهرير «فكر وفن» تا مل ا ن يكون هذا العدد مسساهمة متواض عة في التششجيع على تهرير المسستقبل من الماض ي وعلى مواجهة منصصفة مع الصصفهات السسوداء والمظلمة من التاريخ.

4 ٣.... الا ليم الماض ي مواجهة... رايششل بيتر والقانون السسياسسة با دوات الماض ي على التغلب ٥ الشقيل الا مسس ا رش... فالك سسيمونه الض هايا با سسماء نهاسسية سسباءك ننسسى: لا كي ١٠ كولونيا مدينة في النازية جراءم توثيق مركز... ششتراسسبورغر سستانيسسواف ا سسلوب با ي ولكن الماض ي ذكرى ا حياء ١٥ الاحتلال ا ثار على للتغلب مشالا بولندا... نوردبروخ غوتسس الهولوكوسست مع العربي التفاعل ٢٣ العدو فجيعة مواجهة... ميتسسغر تسسيم/ا لبرششت هربرت ديمقراطية دون للماض ي معالجة لا ٢٨ الماض ي تبعات على التغلب تتطلب الديمقراطية... ششارف كورت الا سسلامية الشورة ظل في ا يران ٣٢ الا دب خلال من الماض ي معالجة... كروغ ا نتيا ا فريقيا جنوب في والمصصالهة الهقيقة هيي ة ٣٦ المسستفادة الدروسس بعضض... حجازي سسونيا الماض ي معالجة عبر للمسستقبل التطلع ٤٤ الكولونيالي بعد ما وتاريخه المغرب... صصبرا بوزار/مارتينا دالياسس دليلة المسستقبل ا جل من الماض ي مواجهة ٤٩ بوزار دالياسس دليلة الجزاءرية التششكيلية الفنانة مع مقابلة... ششاترجى ششباليك/روبرت فيليب الطغاة ا قبية في ٥٢ الدكتاتوريات ا رش على التغلب بارسسالو جودي مبارك بعد ما مصصر ٥٨ التاريخية الذاكرة معركة... حسسو ا حمد الا سسد ا ل ونظام البعش ا رش سسوريا: ٦٣ طاءفية حرب ا لى الانزلاق ومخاطر الانتقالية المرحلة... فليتشش ا ندرياسس الا هلية الهرب ظلال ٦٨ الا ليم الماض ي وتهديات اللبناني الا دب ا ض اءات... فاسسهاور لوته والسسياسسة الفن ٧١ ١٣ دوكومنتا معرضض في عربية مواقف... غيرنر مارتين الهرب بلد في الفن ٧٧ ا هدافه كابول في دوكومنتا معرضض يهقق لم لماذا الناششر: عنوان وفن» «فكر مجلة Goethe-Institut e.v. 20١٣ الخمسسون الهادي ٩٨ السسنة عدد Dachauer Str München, Germany الناششر:معهدغوته... فايدنر التهرير:ششتيفان ا دارة التهرير: ا دارة عنوان ر: التهري هيي ة Fikrun wa Fann حسسو فايدنر ا حمد ششتيفان Prälat-Otto-Müller-Platz 6... D-50670Köln, Germany اللغوية: المراجعة... حسسو فاروق ا حمد ا حمد الا لكتروني: البريد... كروب بون ميششاءيل ي: الفن الا خراج ا نترنت: ي: الفن والا خراج الصصف المهتدي م.ا مين... المهتديللنششر كولونيا/برلين 2012 Goethe-Institut e. V.... ISSN للطباعة الطباعة:ششريكهازه مجانا. وتوزع السسنة في مرات ثلاش تصصدر ثقافية مجلة وفن» «فكر يورو/دولار. 2,5 قيمته تتجاوز لا بسسعر يبيعوها ا ن المكتبات لا صصهاب يهق... بالض رورة تعبر لا العدد في المنششورة المقالات غوته. ومعهد التهرير هيي ة نظر وجهة عن... توثيق مركز على برلين سسور بقايا عبر نظرة الا مامي:..الغلاف الا رهاب». «طوبوغرافيا باسسم المعروف النازية جراءم Photo: Stefan Weidner... دي» «ا ل مبنى قبو في المعتقل زنزانات ا بواب الخلفي: الغلاف كولونيا. في النازية( جراءم توثيق )مركز Photo: Stefan Weidner... في المعروض ة الا عمال من الداخل: من الا مامي الغلاف بوغيجيان. ا نا للفنانة بكاسسل ١٣ دوكومنتا Photo: Stefan Weidner... في المعروض ة الا عمال من الداخل: من الخلفي الغلاف بوغيجيان. ا نا للفنانة بكاسسل ١٣ دوكومنتا Photo: Stefan Weidner... الا لكترونية النسسخة وفن» «فكر

5 5 مواجهة الماض ي الا ليم بيتر رايششل: التغلب على الماض ي با دوات السسياسسة والقانون 4 مواجهة الماضضي ال ليم «Vergangenheitsbewältigung» ا ي التغلب على الماضضي هو تعبير ا لماني واسسع الانتش ار لكنه مشير للجدل ا ذ ا ننا لا نسستطيع التغل ب على ما مضضى وانقضضى. لكن نا في الوقت نفسسه نسستطيع بل ويجب ا ن نتغل ب على نتاءج الهدش السسياسسي الذي جرى في الماضضي لكن عواقبه مازالت ت ءوذي ا هل الهاضضر. بيتر رايش ل Peter Reichel... التغلب على الماضضي با دوات الس ياس ة والقانون ا رش ال مس الشقيل وبهذا المعنى فالتعبير يششير ا لى مهم ة لا يمكن التهرب منها رغم ا نها غير مريهة. ومن جهة ا خرى فهو ي عتبر تعبيرا ثقيلا ويهتمل معان متعددة بل و «ا لمانيا نمطيا» من الصصعب ترجمته ويهتاج على كل حال ا لى ا يض اه للمقصصود منه. ا نه يوحي برا ي بيرنهارد ششلنك بششوق ا لى المسستهيل وهو تصصور طفولي مليء بالعناد البريء لما يششبه تصصليه الخطا ا و التكفير عن الذنب: ''ا عادة ترتيب الماض ي بطريقة تجعل ذكرياته تكف عن كونها عبي ا على الهاض ر''. الا مور البديهية فقط هي ما لا ي ذكر. وكل من يسسمع تعبير «التغلب على الماض ي» يفهم فورا ا ن المقصصود به هو الماض ي النازي فقط. وطالما ظل هذا التعبير مسسيطرا على النقاشش العام في موض وع «الرايخ الشالش» بدا لنا ا ن تاريخ تلك المرحلة قد جعل كل مراحل الماض ي الا خرى لا ا همية لها. وكا نما تم تقليص واختزال كل مراحل ماض ينا المعاصصر الا خرى ا لى هذه المرحلة القصصيرة ا ي الاثنتي عششرة سسنة التي هي كل عمر الدكتاتورية الهتلرية. لقد ظل الوعي الجمعي الا لماني لفترة طويلة وكا ن ه مقي د ا و مربوط تهت تا ثير علاقته بالماض ي النازي قريب العهد وبجراءمه. ولم يسستطع ا لا ببطء وبالتدريج وض ع مسسافة بينه وبين هذا التاريخ القريب الخانق بهض وره ومن ثمة ا ن يسستعيد ا مكانية التعم ق في تاريخه البعيد. لقد ظل ت ذاكرة الا لمان الجمعية مسسكونة بالقلق وبدرجة من الاض طراب بعد ا ن فقدت سسندها الشابت في التاريخ القومي الخاص بعد ١٩٤٥. ا ن ''وعينا التاريخي القومي الباءسس'' مازال يتا رجه بين نزعتين الا ولى تهاول ا خض اع الماض ي النازي ا لى التاريخية والشانية ا لى الا طلاقية ا و المطلقية. ا ي ا نه يتا رجه بين «تطبيع» التاريخ القومي من خلال التا ويل والتفسسير وبين الا بقاء على تركيز التا مل بالماض ي على منظور ض ي ق لكن ه ثقيل الوطا ة يقتصصر على تلك الا ثني عششر عاما عمر الهكم النازي. كان الموءرخ هرمان هايمبل من غوتنغن قد وصصف جوهر المششكلة عندما كتب: ''ا ذن فا ن القلق والانزعاج اللذين يصصيباننا لدى مواجهة التاريخ ا و التهرب منه هما ظاهرة ا لمانية وقدر ا لماني لا مفر منه. ا نه «عدم التغلب على الماض ي». ذلك التعبير الذي يكشر اسستخدامه. لقد ا صصاب هذا القدر الجميع سسواء علموا ا م لا. فالصصراع على الماض ي لا يقع خلفنا بل ا مامنا.'' ولم يكن هايمبل يتوق ع كم من الصصه ة والدقة يتض م نها قوله هذا وكيف سستششهد على ذلك الا يام التالية. فلم يمضض وقت طويل حتى بدا ت مهاكمات ا يششمان وا وششفيتسس تلتها النقاششات البرلمانية حول موض وع «التقادم» والجدالات السسياسسية حول المسسرحيات التي تدور حول التاريخ المعاصصر لكل من رولف هوخهوت وبيتر فايسس. لكن هايمبل كان قلقا ولا سسباب وجيهة عششية حقبة السستينات الغنية بالا حداش والصصراعات بسسبب ''ما يعاني منه الهسس التاريخي من ض عف وخطر''. كاءنا من كان مخترع تعبير «التغلب على الماض ي» فقد ا صصبه متداولا في نهاية العقد الا ول بعد نهاية الهرب. ا ي بعد ا ن بدا ا نه قد تمت ا زالة ا ثار التدمير والخراب وعواقب النظام القومي الاششتراكي النازي الظالم. وكان دمج ا لمانيا في المنظومة الغربية وا عادة تسسليهها قد بدا ا يض ا. كما ا ن ا لمانيا الاتهادية كانت قد حصصلت على سسيادتها وفق الاتفاق وترك مجتمع ا عادة البناء و «المعجزة الاقتصصادية» بكل تفاوءله الماض ي خلف ظهره. حتى وا ن ا رادت ا قلية مهمة ا ن تعالج الماض ي الذي لم يتم تجاوزه بعد وطالبت المجتمع با ن يواجه ذلك الا رش متهج جة بالواجب الا خلاقي السسياسسي الذي يتخطى الا جيال. فقد كانت الا كشرية الصصامتة تطالب با علان لا لبسس فيه لانتهاء ذلك الماض ي وخاصصة بعد مهاكمات نورمبرغ وانتهاء تطهير النظام من بقايا النازية والعفو عن مجرمي الهرب والتعويض ات ا ي كما يهدش داءما بعد الانتقال من نظام سسياسسي ا لى نظام ا خر مختلف عنه جذريا. ا ذن فهذا التعبير الم خترع «التغلب على الماض ي» كان يتناول مادة هي بهد ذاتها قديمة لا ن مششكلة معالجة نتاءج وتبعات نظام سسلطة غير ششرعي والتعامل معه سسياسسيا وقانونيا كانت تواجه الدول المتعاقبة داءما. وكان الس وءال الا سساسسي هو في الجوهر: هل يجب ا ن نقوم «بعملية سسريعة» تطال المس ءوولين عن تلك الدكتاتورية ا م ا ن علينا النصصب التذكاري لض هايا الهولوكوسست برلين Photo: Stefan Weidner

6 ٧ مواجهة الماض ي الا ليم بيتر رايششل: التغلب على الماض ي با دوات السسياسسة والقانون 6 ا ن ن جري معالجات طويلة لنتاءج ومخل فات الدكتاتورية كلها. ثمة حجج لصصاله نهاية سسريعة ودموية لا ن الوسساءل القانونية لا تسستطيع القض اء على ما يتركه الاسستبداد ماديا ونفسسيا من حقد وكراهية وغض ب واحتقار. لم توجد في ا لمانيا «ليالي بارتولومويسس» )وهي الليالي التي حدثت بها مجزرة بالبروتسستانت الفرنسسيين في باريسس القرن السسادسس عششر( وهي ما كان الكشيرون من ض هايا النازية يتوق عون حدوثه بعد انتهاء الهرب. ا ن ا باحة دم مجرمي النظام ومهر ض يه ومسساعديهم في ليلة تششبه «ليلة السسكاكين الطويلة» تلك سسيكون ض هيتها ليسس المجرمون فقط ولكن الكشير من الا برياء ا يض ا. لكن ومن الناحية الا خرى فا ن ممارسسة القانون واتباع الا جراءات القض اءية الششكلية ض د الجراءم المنظ مة التي مارسسها النظام سسيشبت سسريعا با نها غير كافية. فهي ا ولا لا تهتم ا لا بالذنب الفردي والمس ءوولية الششخصصية عن ا فعال منافية للقانون كما ا ن ا جراءات القض اء الجناءي المعروفة لا تناسسب الكمية الكبرى من المششاركين بالجريمة والسسبب هو ا ن نوعية وحجم الجريمة تجاوزتا العلاقة والتناسسب بين الذنب والجزاء وا لغت صصلاحيتها. فلا التعامل السسياسسي ولا التعامل الهقوقي ممكن مع براءة «تتجاوز الفض يلة» كهذه وذنب «يتجاوز الجريمة» كهذا كما كتبت حنة ا رندت ا لى كارل ياسسبرز عام ١٩٤٦. ا ن ششنق غورنغ مشلا ''كان ض روريا لكنه ليسس العقوبة المكافي ة للذنب''. يمكن ا ن نمي ز الكشير من الاسستراتيجيات المتعد دة التي نجمت عن مواجهة ا و معالجة الماض ي الخارج عن الششرعية. وهي مواجهات كانت ض رورية ا لى هذا الهد ا و ذاك وجرت بعد حروب وثورات وتبديل النظام السسياسسي. في كل تلك الاسستراتيجيات ظل القانون يتمت ع با همية مركزية كا داة تسساعد في عملي تي التذكير والنسسيان. س ا مي ز فيما يلي سسبعة ا نواع للفعل السسياسسي الهقوقي تبدو هنا كنماذج صصافية رغم ا نها تختلط في الواقع الفعلي فنرى ا ششكالا مركبة من عناصصر مختلفة ا و حتى متناقض ة ا حيانا. ا ض افة ا لى ذلك فالتغلب على الماض ي ليسس ظاهرة ممي زة لا لمانيا رغم ما قد يوحي به هذا المفهوم والانششغال الطويل والمسستمر بعواقب الدكتاتورية الهتلرية. وقد تم على ا ية حال تجاوز هذا التهديد على الا قل في مجال البهش العلمي ونهن نرى الا ن دراسسات تقارن الطرق المختلفة التي اتبعتها البلدان التي انتقلت من الا نظمة الدكتاتورية ا لى ا نظمة سسياسسية ديمقراطية. والمسسه العام التالي يهاول ا ن يراعي ذلك كله دون ا ن يهمل موض وع المقد مة السسابقة: ١ هناك حيش ينطلق التغيير السسياسسي من ممش لي النظام القديم ا نفسسهم يهدش بششكل عام تجاهل واسسع للماض ي. هذا ما حصصل عندما تم اسستبدال دكتاتورية فرانكو بملكية ديمقراطية ليبرالية في ا سسبانيا. لقد قر ر هناك الكاوديليو الدكتاتور الا سسباني نفسسه ا ن يخلفه الملك خوان كارلوسس في السسلطة. تم ا حالة بعضض الض باط الكبار ا لى التقاعد دون ا ن يتم ا جراء نقاشش عام ومواجهة مع نظام فرانكو والهرب الا هلية التي جاءت به ا لى السسلطة في الشلاثينات. ششيء مششابه جرى ا يض ا في روسسيا عام ١٩٩١. فبعد مهاولة الانقلاب الفاششلة تصصر ف يلتسسين خليفة غورباتششوف بششكل معتدل مع الانقلابيين الذين يششاركونه هو وحكومته الانتماء ا لى جيل العهد الباءد فقد تمت مهاكمتهم والهكم عليهم فقط بتهمة تهد ي النظام السسياسسي الجديد. وحتى الا ن لم تقم الدولة بالمبادرة ا لى المعالجة النظرية والعملية لتاريخ ا رهاب «الكي جي بي» )المخابرات السسوفييتية( ومعسسكرات العمل الا جباري. ولا يششير اختيار خليفة يلتسسين من بين رجال «الكي جي بي» السسابقين ا لى نية تغيير في هذا المنهى. ٢ مقابل هذه الطريقة في التعامل مع الماض ي اللاششرعي بانتهاج سسياسسة الاسستمرارية في ششخصصيات الهكم في مرحلة التغيير والتي لا تطره الس وءال عن ذنوب المجموعة القيادية السسابقة وبذلك تتجاهل عمليا الماض ي هناك الطريقة المعاكسسة التي تنتهج طريق العمل العنفي للتطهير السسياسسي. ا نها تهدف ا لى تصصفية الهسساب والانتقام من الظلم وسسلطة الاحتلال وعملاءها من خلال ا رهاب جديد. هذا ما حدش في خريف ١٩٤٤ في فرنسسا في جنوبها وهناك حيش اسستلم ا نصصار الششيوعية السسلطة موءقتا. كانت النتيجة تطهيرا سسياسسيا دمويا فقد على ا ثره من ١٠ الى ٢٠ ا لفا من الا ششخاص حياتهم حسسب بعضض التقديرات. وقد حدثت تصصفيات وحششية ا يض ا في ششمال ا يطاليا وفي البلقان. وقد ا دت جراءم الانتقام التي ارتكبها توتو وا نصصار الششيوعية ض د الكروات والا قلية الا لمانية ا لى قتل ما يقارب الماءة ا لف ششخص. وقد و صصف ذلك با نه ''هب ة انتقام انفعالية'' تهولت فيها الهرب الا هلية بين الفاششيين والششيوعيين ا لى حرب طبقية ض د الملا ك الكبار من الا قطاع والبورجوازية. ولقد بقيت المجزرة حية حتى في ذاكرة الاجيال القادمة كما هي الهال في الهرب الا هلية الصصربية الكرواتية. ٣ ثمة طريق ا خر مختلف تماما ششق ته مهاولة التغلب على الماض ي من خلال المعالجة القض اءية. ا نها لا تراهن على مفاهيم من نوع الض هية الجمعية والطاقة التطهيرية الرمزية لعملية تطهير دموي بل تفض ل الشقة بالششرعية وعقلانية الا جراءات القض اءية التي ينظ مها القانون بششكل ا و با خر. وهي تششمل طيفا واسسعا ومتنوعا بهيش يصصعب جمعها تهت المفهوم نفسسه ا ذا اسستعملنا مقياسسا حازما مرجعه الوحيد دولة القانون بالمعنى الض ي ق. لدينا بششكل ا سساسسي طريقان ا ذا كان مقياسسنا هو قانون جزاءي يهتم لا بتجاوزات القانون التي كان يتهك م بها الظرف الموض وعي فهسسب ولكن بالذنب الششخصصي للمت هم وبا هلي ته الجناءية ا يض ا. الطريق الا ول مبد ءوه: لا جرم ولا عقوبة بلا قانون ينص عليهما. ا ما الطريق الشاني فهو يلجا اض طراريا ا لى المهاكم الخاصصة والقوانين الاسستشناءية بسسبب اسستشناءية الظروف وا ن كان ذلك غير مطمي ن من وجهة نظر دولة القانون. وهو يعتمد على الهجة التالية: وهي ا ن الجراءم ض د البششرية وض د الهض ارة هي ا مر يرفض ه ويهتقره الض مير البششري منذ زمن طويل وبناء على ذلك فلم ت بدع اتفاقية الجراءم ض د البششرية لعام ١٩٤٨ قانونا جديدا بل صصاغت قواعد وا عرافا قديمة. لقد اتبع الهلفاء هذا الطريق وعر فوا مواصصفات ومهتوى الجراءم ض د البششرية في لاءهة لندن للمهكمة الدولية العسسكرية في نورمبيرغ. وتم تض مينها لاحقا في قانون مجلسس الرقابة رقم ١٠. لكن الجمهورية الاتهادية لم ترد ا ن تطب قه وفض لت في مرحلة بناءها لدولة القانون ا ن تهافظ على «الا من الهقوقي ا و القانوني» حتى في التعامل مع مجرمي النظام النازي. لذلك فقد ا دخلت في دسستورها منع الا ثر الرجعي وبوض وه )المادة ١٩٣ من القانون الا سساسسي( مغامرة بذلك با ن يعاقب الكشير من المجرمين كمجرد مششاركين ا و حتى ا ن يظلوا بدون عقوبة. كشير من البلدان التي احتل تها ا لمانيا النازية اتبعت طريقا ا خر لا نها لم ترد ا ن تراعي هذه الهسساسسية. وهكذا تم هناك ا صصدار قوانين عقوبات خاصصة وحكم في مهاكم اسستشناءية خاصصة على عملاء النازية بالموت بجرم الخيانة العظمى وبعقوبات جناءية بتهمة القتل ا و الض رب المميت ا و التعذيب وبعقوبة العمل الا جباري كتكفير عن الذنب ا و بالهبسس ا و بنزع حقوق المواطنة. يض اف ا لى ذلك المهاكمات الكشيرة جدا التي بادر بها الهلفاء لهراسس معسسكرات الاعتقال الجماعية وكشير جدا من مهاكمات العاملين الا لمان في تلك المعسسكرات ا مام المهاكم البولندية. ٤ ا ظهرت الا جراءات البيروقراطية للتطهير السسياسسي ض رورة ا خذ العلاقات النسسبية في ا لمانيا وا يطاليا بعين الاعتبار. فليسس هناك بلد ا خر اجتمع فيه هذا العدد الهاءل من الا ششخاص الذين ا ما ششاركوا بفع الية في السسلطة الاسستبدادية ا و تكي فوا معها ومن ثمة تور طوا با عمال جناءية ا و با عمال فسساد ورششوة وبذلك لم يعودوا م ءوه لين قانونيا للبدء من جديد. لكن ثبت ا ن ا جراءات التمييز بين المتور طين بوض وه وبين من اكتفى بالمسساعدة ا و بمششاركة غير فعالة مكلفة جدا وغير ممكنة ا حيانا كما ا نها غير بن اءة وض ارة. ا ن الهكم وفق خطاطات عامة وليسس بششكل فردي ملموسس مض افا اليه الزيادة الكمية والمتسسارعة طبوغرافيا الا رهاب: متهف للتذكير بوحششية النظام النازي Photo: Stefan Weidner

7 9 مواجهة الماض ي الا ليم بيتر رايششل: التغلب على الماض ي با دوات السسياسسة والقانون 8 لعملية تطهير بقايا النازية قد ا سساء ا لى سسمعة الا جراءات نفسسها كما ا نها عرقلت عملية ا عادة النظام العام وا نعاشش الهياة الاقتصصادية. كما ا نه ا ثر وبششكل سسيء على ششرعية التطهير السسياسسي الذي لم يكن مهل خلاف. ا صصبه ثمة ميل لاعتبار ا ي ا لماني موض ع اتهام وا صصبه ا ي ا لماني يسستطيع اعتبار نفسسه ض هية لقوات الاحتلال. وهو ما دفع الى مقاومة تهمة الذنب الجماعي التي لم يقل بها الهلفاء في الواقع ا بدا. وفي النهاية حو لت ا جراءات تصصفية النازية معظم عمال وموظفي النظام الدكتاتوري النازي ا لى مجرد ''مششاركين ومسساعدين'' وذلك بعد عملية مكلفة جدا. ٥ لا يمكن ا ن تخلو عملية التغلب الهقوقي والبيروقراطي على ا ثار الماض ي من جوانب غير عادلة ا و خاطي ة ا و ناقصصة مما يجعل من عملية تخطي جوانب الفششل في عملية ''التغل ب على الماض ي'' ض رورة ا ن عاجلا ا و ا جلا. لا سسي ما وا ن الششروط الا طارية السسياسسية للنصصف الشاني من الا ربعينات قد تغي رت بسسرعة. وكانت تلك هي سساعة قرارات العفو. ولقد لعبت قرارات العفو دورا كبيرا في النقاششات التي دارت مششهونة بعاطفية عالية حول ''مجرمي الهرب'' المسسجونين في سسجون الهلفاء. الفاءدة من هذه القرارات تقابلها ا ض رار سسياسسية ليسست قليلة. فلا ششك ا ن قرارات العفو كانت ششيي ا مششج عا من ناحية سسياسسة الاندماج الاجتماعي كما ا نها خف فت من التهف ظات تجاه الهلفاء لكن الشمن كان هو ا ن بعضض من كانوا قد ح كموا من قبل الا مريكان بالا عدام بجريمة القتل الجماعي في نهاية الخمسسينات تم ا طلاق سسراحهم. يوءكد الا همية التي نظرت بها كل الا حزاب تقريبا ا لى عملية ''التغلب على التغلب على الماض ي'' الكمية الكبيرة من قرارات العفو العام وقرار ال ١٣١ وا نهاء عملية تصصفية النازية. لقد سسه لت القبول الاجتماعي للعلاقات السسياسسية الجديدة بششكل جوهري كما رفعت طاقة الاندماج للهزبين الششعبيين الكبيرين. ٦ ثمة طريق وسسط ي جري نوعا من التسسوية بين العمل ششبه القض اءي وبين التنازل عن العقاب السسياسسي والقانوني. ا نه الطريق الذي وجدته ''هيي ة الهقيقة'' برءاسسة ديسسموند توتو في جنوب ا فريقيا. هناك كان الس وءال هو كيف يمكن ا ن نهق ق في انتهاكات حقوق الا نسسان في نظام الفصصل العنصصري ثم نعالجها ونتغلب عليها في ا طار سسياسسي داخلي. وهذا يعني الدمج ما بين المصصاله والمخاوف والانتهاكات المختلفة للجاني والض هية. فلا ا سسكات ض هية السسياسسة العنصصرية سسيسساهم في تغيير السسلطة والنظام وصصولا ا لى مجتمع خال من الفصصل العنصصري تجري فيه عملية مصصالهة ومسسامهة داخلية تدريجية في ظل انقسسام عميق في المجتمع ولا معاقبة البيضض الذين ارتكبوا تلك الجراءم سستسساهم كشيرا في ذلك. فمن ناحية كان العفو عن الجراءم ششرطا مسسبقا للاعترافات ومن الناحية الا خرى كانت التهقيقات للوصصول ا لى حقيقة الانتهاكات العميقة لهقوق الانسسان اعترافا بالسسود كض هية للتمييز والاض طهاد. كونهم تلق وا تعويض ات مادية كالبيضض ا يض ا الذين تنازلوا طوعا عن السسلطة جعل بعضض النق اد ينسساقون الى الهكم الخاطي با نها كانت «ثورة مششتراة». لكن النظرة الواقعية ت ظهر ا ن تلك التعويض ات كانت نوعا من الوقاية الا ض افية لتغيير النظام السسياسسي الذي جرى سسلميا بششكل عام. ومن جانب ا خر لم يوءد التنازل عن الهسسم العنفي للصصراع ا لى ا زالة التناقضض بين الا بيضض والا سسود لكن ه ا دى ا لى انزياحه رمزيا ا لى مسستوى الفعل والسسلوك. ٧ ا خيرا وليسس ا خرا ينتمي ا لى التعريف السسياسسي الهقوقي للتغلب على الماض ي التعويضض المادي لض هايا الاض طهاد ا ي فيما يتعلق بسسياق هذه الدراسسة ا عادة الممتلكات المنهوبة ودفع تكاليف ا صصلاه العطل والض رر وخاصصة للض هايا من اليهود. هذا الموض وع الذي د عي في اللغة السساءدة ششيي ا يششبه ''المصصالهة بالتعويضض'' هو الركن الشالش من ا ركان التغلب على الماض ي ا لى جوار كل من المهاكمة الجزاءية وتصصفية النازية. وقد كان ا حد الموض وعات التي ظهرت بش ا نها ا كشر الا راء تباينا في المرحلة المبك رة للجمهورية الاتهادية. لقد ششغل المجتمع الا لماني الغربي لفترة طويلة وهاهو يعود ا لى الهياة في سسياق النقاشش حول التعويضض عن ض هايا معسسكرات العمل الاجباري. يكمن في ا صصل كل هذه الا ششكال التي عرض ناها في خطوطها العريض ة للتغلب على عواقب الدكتاتورية تهمة الذنب التي تفترضض وجود سسلوك منتهك للقانون ويمكن ا دانة الفرد به. حسسب المبدا السساءد في دولة القانون: ''لا عقوبة بدون قانون ينص عليها'' يعر ف السسلوك الجناءي با نه انتهاك الفرد للعرف القانوني السساءد والمعترف به في وقت ارتكاب الجناية. لا يتوافق هذا التعريف مع الا خذ بالذنب الجماعي. لكن هذه التهمة بالذات مازالت تلعب في الواقع الفعلي دورا كبيرا فيما يتعلق بالنقاششات حول الا رش النازي. سسواء ا كانت تلك التهمة موجودة ض منا في المهاولة التي قام بها الهلفاء للتطهير السسياسسي ا و ا نها ا لصصقت بهوءلاء المنتصصرين ا لصصاقا كي تعطي المهزومين حجة لدفع تلك التهمة بقوة عن ا نفسسهم ا و وهو الاحتمال الا خير هنا ا ن جراءم النازية سسب بت لدى الجيل الذي عاصصرها ا و الا جيال التي جاءت بعده ا حاسسيسس الذنب والعار والوعي بالمس وءولية وض رورة التكفير عنها وا بقت على تلك المششاعر حية كما رفعت حسساسسية المجتمع لتلك الالتزامات الموروثة عن زمن الهرب. وفي كل الهالات فا ن مس ا لة الذنب المتض م نة في ذلك الوعي وتلك المششاعر لا تنتمي ا لى حقل قانون العقوبات وا نما ا لى مفاهيم الا نسسانية والا خلاق بل وربما الذوق واللياقة والتواصصل البششري. ا ن هذا يذك رنا بالعلاقات الاجتماعية والقانونية السسابقة للهداثة كما نجدها مشلا في القانون التقليدي الجرماني. فقد كانت العششيرة هناك ليسست مجرد رابطة تلعب دورا اقتصصاديا قانونيا وحاميا لل فراد فهسسب ولكن دور الكافل القانوني ا يض ا. فطالما لم توجد حوادش عنف ظاهرة ومعروفة كانت تسسوية المششكلات بما فيها نوع وكمية الكفالة ا و التعويضض تتم بين عششيرة الض هية وعششيرة الجاني. ومع دخول القانون الروماني وتعاليم الخطيي ة المسسيهية والتنوير والانتقال من الا قطاع ا لى المجتمع الهديش بدا الششخص الفرد وبالتدريج يتهول ا لى ششخصصية قانونية بهد ذاته بينما كانت ششخصصيته القانونية قبل ذلك مرتبطة بانتماءه الى رابطة الهماية الجماعية. لكن هذا الا رش القانوني التاريخي وفكرة المس وءولية الا خلاقية والمادية الجماعية لاتزال تمارسس ا ثرها على فهمنا العادي للذنب الفردي. بهيش قد يتم الهديش عن ''عششيرة مجرمة'' بين الفينة والا خرى ا لى جانب الفهم القانوني المسستند ا لى مس وءولية الفرد. وهذا الهديش عن الجرم الجماعي يكشر عادة عندما تكون الجريمة غير عادية وخاصصة جراءم الا بادة الجماعية التي تنطلق فيها المبادرة من قبل دولة ما. وصصهيه ا نه في هذه الهالة ليسس كل ''ا عض اء العششيرة'' مششاركين في الجريمة لكن عدد ا ولي ك المششاركين من ا عض اءها يكون عادة هاءلا. حاول ''ششلنك'' ا ن يض ع وصصفا توض يهيا ودقيقا لمفهوم الذنب الموسس ع هذا وذلك با ن ي جري تمييزا بين ب عد ا فقي وب عد عامودي. تنال تهمة الذنب الجماعي في البداية ا ولي ك المششاركين الذين عاششوا الهدش. وا ولي ك الذين سسكتوا واكتفوا بالمراقبة عندما كان يجري اض طهاد وا بادة ''الششعوب والمجموعات البششرية الا خرى'' ي عتبرون ا يض ا مذنبين لا ن سسلوكهم خاطي ا خلاقيا. وطبعا لا يمكن ا ن نتهم كل الا لمان في المرحلة النازية با نهم ببسساطة لم يقاوموا ولم يعترض وا لكن هذه التهمة ترك ز على نتاءج الموقف السسلبي. ا نها تصصرف الاهتمام ما يوءدي ا ليه ''التهر ب من القيام بالفعل''. بل ا ن الهديش عن الذنب الجمعي يصصبه ا كشر صصعوبة في حالة البعد العامودي بالمعنى الض ي ق للكلمة. فالجيل الذي و لد لاحقا لا يمكن اتهامه لا بالسسلوك المناقضض للقانون ولا بالتهر ب من القيام بالفعل الصصهيه. ا ن ذنبه يتمش ل في عدم تجريمه لمن عاصصره من الج ناة ا و مششاركيهم وعدم اسستبعادهم من ''المجموعة الاجتماعية المتض امنة'' وفي هذا السسياق يندرج النقاشش حول قوانين العفو العام والرحمة والجدال حول سسقوط متابعة جراءم الاض طهاد والقتل والا بادة الجماعية بسسبب التقادم. وي رينا الجدال المهتدم حول التعبير الهام ''الذنب الشاني'' )ر. جوردانو( ا لى ا ي حد كان مبدا الذنب الجمعي مازال حاض را في الا ذهان. ا ما فيما يتعلق بالا جيال التي تلت فتتمش ل مس ا لة الذنب الجمعي في السسلوك التواصصلي الخاطي في مجال العلاقة بين ا حفاد الج ناة وا حفاد ض هاياهم. تشور مششاعر الا حراج والتا ث ر والتهي ز عندما ي ظهر السسياسسيون الا لمان عدم حسساسسي تهم تجاه الناجين من الهولوكوسست مشلا من خلال تصصريهات عابرة من نوع الهديش عن ''نعمة ا ن تولد لاحقا '' وا ن يتم المبالغة في تقييمها بهيش تتهو ل ا لى مبر ر لهق قانوني بالمسسامهة والتطبيع والعلاقة العادية تماما. ا ن ''ششبكة الذنب'' الممتدة عاموديا وا فقيا تتمتع بوظيفي تها الخاصصة وترابطها الداخلي الذي لا يمكن فصصل ا جزاءه عن بعض ها. لم يعد حي ا في عام 2000 ا لا القليل من الا لمان الذين عاششوا في مرحلة ماقبل ١945 وتصصر فوا بطريقة يمكن ا ن ينطبق عليها قانون العقوبات. علاقة الذنب الا لمانية اليهودية مازال يمكن تعريفها وفقا لقانون التعويضض ولكن ليسس لقانون العقوبات. لقد تغي رت علاقة الذنب وخبرات الذنب ومششاعر الذنب مع توالي عقود السسنين. لكن نا لن نسستطيع الهروب من التعاطي مع مس ا لة الذنب في المسستقبل ا ن ا ردنا ا ن نفهم هوي تنا الجمعية على ا سساسس ا نها تطو رت تاريخيا. بيتر رايششل: هو ا سستاذ في العلوم السسياسسية في جامعة هامبورغ ومختص في مجال التاريخ النازي في ا لمانيا. النص ما خوذ من كتاب بيتر رايششل «التغلب على الماض ي في ا لمانيا». (Vergangenheitsbewältigung in Deutschland), C.H. Beck Verlag, 2007 ا ثار قصصف الهلفاء لبرلين في الهرب العالمية الشانية ترجمة: حسسين ششاويشش Photo: Stefan Weidner ا ثار قصصف الهلفاء لبرلين في الهرب العالمية الشانية Photo: Stefan Weidner

8 ١١ مواجهة الماض ي الا ليم سسيمونه فالك: كي لا ننسسى: سسباءك نهاسسية با سسماء الض هايا ١0 سسيمونه فالك Simone Falk منذ العام ١٩٧٩ يوجد في مدينة كولونيا ال لمانية ن صص ب تذكاري فريد في نوعه ومنش ا ة بهشية تذكرنا بش كل معين من ا ش كال ال جهزة القمعية التي اسستهدثها النظام النازي. ا نها تذكرنا با سساليب ال رهاب البيروقراطي وطراءق التعذيب الجسسماني التي مارسسها«الغسستابو» في عهد النظام النازي. كي لا ننس ى: س باءك نهاس ية با س ماء الضضهايا مركز توثيق جراءم النازية في مدينة كولونيا ''م ن على البعد يهديك زوج ك تهياته ا يتها الزوجة العزيزة/ ففي غياهب سسجن جهاز الا من السسياسسي التابع للنظام النازي يذوق هذا الزوج مر العذاب حينما يلقي نظرة ا لى الششباك./ لكن الهرية والب ن ية العزيزة بعيدتان عنه كل البعد/ وبلا ا مل وبمجهود لا طاءل منه يلطخ هذا الزوج الهيطان/ بالرسساءل التي يهررها ا لى زوجته العزيزة )...(''. تمرق مجموعة تلاميذ في مقتبل العمر من ا مام هذه الرسسالة. يمعن التلاميذ النظر فيها وفيما سسواها من كتابات ورموز ونقوشش موجودة خلف الباب الزجاجي ومعلقة على لوحة الاسستعلامات ويرهفون السسمع لهديش مرششدة المركز. وفيما كان بعضض الصصبيان والفتيات يتهامسسون ويض هكون بصصوت خفيضض علت الدهششة جبين البعضض الا خر وا خرسست الهيرة لسسانهم وراحوا يلقون نظرة مسسترقة على هواتفهم المهمولة رغبة منهم على ما يبدو للتخفيف من وقع كلمات المرششدة ومن وقع العبارات المكتوبة في رسساءل ورموز ورسسوم زاد عددها على ١٨٠٠ خطها النزلاء على جدران زنزانات السسجن الكاءن في قبو العمارة المسسماة «دار ا ل دي» De-Haus).(EL وكانت هذه الكلمات والرمز والرسسوم ت كتب بالطباششير والفهم وا حمر الششفاه ا و با قلام الرصصاص ا و ت هفر بواسسطة المسسامير والا ظافر. ومهما كانت الهال فكشرة المقطوعات الششعرية والرسساءل ششاهد ا كيد على ما كان ينتاب السسجناء من مششاعر ذعر من ناحية وتطلعات وا مال من ناحية ا خرى علما با ن هذه المقطوعات الششعرية والرسساءل قد كانت في ا غلب الا حيان ا خر تهيات يرسسلها السسجناء ا لى العالم الخارجي. وجاء البعضض من هذه التهيات خلوا من اسسم مرسسلها. فالا لاف الموءلفة التي جهاز ا من الدولة السسري «الغسستابو» قبل انهيار النظام النازي في العام ١٩٤٥ على اعتقالها في هذا السسجن على مدى ا يام وششهور كشيرة قبل ا ن يتم ترحيلها في ا غلب الا حيان ا و من قبل ا ن يتم ا عدامها في كشير من الهالات لا يزال ا غلبها مجهول الهوية. فعدد ض ي يل منهم تم التعرف على هوياتهم بنهو دقيق وا كيد. ولكن دعونا نروي الا حداش من بداياتها من عام ١٩٣٣. ا رهاب في كولونيا عقب اسستيلاء هتلر على مقاليد الهكم في مجمل الا مبراطورية الا لمانية تهول الغسستابو ا لى ا داة من ا دوات الا رهاب النازي ا لى واحد من ا كشر ا جهزة النظام النازي ا رهابا وسسلطانا. فمن جملة الوظاءف العديدة المكلف بها هذا الجهاز كانت هناك وظيفة تفرضض عليه ا ن يتقصصى كل حركة من حركات المواطنين وا ن يقض ي على ا عداء النظام النازي ويلاحق العناصصر غير الموالية له. وكان جهاز الغسستابو قد انتقل عام ١٩٣٥ ا لى دار «ا ل دي» السسابقة الذكر والواقعة في مركز المدينة ويششير اسسم المبنى ا لى الا حرف الا ولى لمالكه السسابق التاجر ليوبولد دامين. وقد حول الغسستابو قبو الدار ا لى سسجن يتكون من عششر زنزانات وزنزانة ا ض افية دامسسة الظلام ومخبا للوقاية من الغارات الجوية وبض عة حمامات وبض عة صصالات مخصصصصة للمكلفين بمهام الهراسسة. وكان هناك باب يفض ي ا لى فناء الم جمع. وكان هناك حبل يتدلى ي سستخدم مششنقة لا عدام السسجناء علما با ن ما يزيد على ا ربعماءة سسجين قد ت وفوا هنا في الا يام الا خيرة من الهرب. وكان جهاز الغسستابو يسستعين بنهو كبير بالوششايات التي يهصصل عليها من المواطنين. وعلى خلفية هذه الوششايات وما لديه من معلومات كان البوليسس السسري يقوم باسستجواب المششتبه في ولاءهم ويعتقل من تهوم حوله الششبهات ويمارسس بهقهم ا بششع عمليات التعذيب من قبل ا ن يقوم بترحيلهم. بيد ا ن ض هايا ا سساليب القمع التي كان يمارسسها الغسستابو لم يكونوا من جملة ا ولي ك الا فراد فقط الذين حامت حولهم الششكوك با نهم كانوا قد ششاركوا بعمليات مناهض ة للنظام. بل وا يض ا ا ولي ك الا فراد الذين تعرض وا في النظام النازي ا لى الملاحقات وا لى ششتى ا نواع القهر وذلك بفعل دوافع عنصصرية. وكان اليهود من جملة ا ولي ك الا فراد الذين كانوا يششكلون ''عناصصر ششاذة عن المجتمع'' في منظور النظام النازي. وتهمل البوليسس السسري التابع لمدينة كولونيا وزر ترحيل ا لاف اليهود من ا بناء كولونيا ومن المناهض ين للنظام النازي: فبعدما ششيد النظام النازي في ثلاثينيات القرن العششرين وفي الا راض ي الا لمانية في المقام الا ول وفي المناطق المهتلة من قبل النازيين المي ات من المعتقلات ومعسسكرات الا بادة الجماعية ششهدت كولونيا ا يض ا بدءا من العام ١٩٤٠ ا ول عمليات ترحيل جماعية ا لى ا وروبا الششرقية. ا ن الكلمات المكتوبة على جدران الزنزانات باللغات الا لمانية والبولونية والروسسية والفرنسسية وبلغات ا خرى عديدة كشيرا ما كانت ا خر كلمات يودع بها المعتقلون ذويهم. والملاحظ هو ا ن هذه الرسساءل قد ظلت على مدى عششرات السسنين نسسيا منسسيا وذلك لا ن الطلاء الذي ط ليت به الجدران كان قد حجبها عن الا نظار. وكانت هذه الرسساءل قد جرى اكتششافها وتم ترميمها وفك رموزها بعدما ا زيه عنها الطلاء في العام ١٩٧٩. ا نش اء نصصب تذكاري وششاءت الصصدفة الهسسنة ا ن تكون دار ليوبولد دامين (EL-DE-Haus) واحدة من بين بض عة عمارات لم تتعرضض للخراب والدمار الششامل اللذين تعرض ت لهما المدينة في سسياق العمليات الهربية. وبعد برهة قصصيرة من الزمن جرى تا جير البعضض من مكونات المجمع وتم تخصصيص البعضض الا خر منه لمختلف الا جهزة الا دارية. فمن بين الا جهزة المختلفة التي مارسست عملها في هذا المجمع كان هناك مكتب الا حوال الششخصصية وداءرة ش وءون المتقاعدين. ومهما كانت الهال الا مر الذي لا مراء فيه هو ا ن ا معان النظر في تاريخ مدينة كولونيا وفي الوقاءع التي كانت دار ليوبولد دامين ششاهدا عليها قد جاء متا خرا كشيرا نسسبيا ا ي جاء بعدما تزامنت في سسبعينات القرن العششرين بض عة وقاءع مناسسبة كان من بينها عرضض المسسلسسل الا مريكي «المهرقة» (Holocaust) ومهاكمة كورت ليششكا (Kurt Lischka) مدير جهاز الغسستابو وقاءد الوحدة الوقاءية المسسماة اختصصارا «SS» )وهي وحدة ششبه عسسكرية مسستقلة تض طلع بمهام بوليسسية في صصلب الهزب النازي( تعالى النداء بض رورة دراسسة تاريخ كولونيا وا نششاء نصصب تذكاري في البناية التي كانت في سسابق الزمن ما وى جهاز الغسستابو. وفي عام ١٩٧٩ اتخذ مجلسس بلدية كولونيا قرارا يقض ي بتهويل المعتقل الذي كان يديره البوليسس السسري ا بان الهكم النازي ا لى نصصب تذكاري وا لى مركز لتوثيق الجراءم التي اقترفها النظام النازي في مدينة كولونيا. وفي عام ١٩٨١ صصار با مكان الجمهور زيارة المعتقل النازي في ششكله الجديد: كنصصب تذكاري متواض ع المسساحة. بيد ا ن هذا المعتقل لم يتهول ا لى مركز حقيقي لتوثيق جراءم النظام النازي ا لا في عام ١٩٨٧ فمنذ هذا الهين وخلال سسنوات وجيزة ارتقى هذا المركز ا لى نصصب تذكاري يناسسب في ا هميته ذكرى ض هايا النظام النازي. مكان يعكس الهقيقة بنهو صصادق وا مين وحين يدخل الزاءر دار ليوبولد دامين يسستطيع في الهال الوقوف على تلك الهيي ة تقريبا التي كانت عليها هذه الدار قبل ما يزيد على سسبعين عاما ا ي ا يام كانت معتقلا مخصصصصا لمناهض ي النظام النازي. فالجدران الجرداء التي ا زيهت عنها ا نقاضض الزمن فبان للعيان طلاوءها الا صصلي والا رض ية المكونة من ا حجار صصماء ووسساءل التدفي ة القديمة والا ض اءة المشيرة للرهبة ا ن هذه كلها تجعل الزاءر يهيط علما بالجو الذي خيم في هذه العمارة وقتذاك. ا ن الصصالات الواقعة في الجزء التاريخي من ا جزاء العمارة. ا عني الجزء الذي يهتض ن منذ عام ١٩٩٧ معرض ا داءما عن «كولونيا في حقبة الهكم النازي» جرى اختيارها عن وعي لتكون معرض ا. فهي والصصور الكشيرة واللوحات المخصصصصة للاسستعلامات ولا رششادات الزوار والمراكز المختلفة المصصممة لتلبية حاجات وسساءل الا علام ا ن هذا كله يعكسس تاريخ الدار بنهو قوي ومباششر وبا سسلوب ملموسس حقا. والا مر الذي تجدر الا ششارة ا ليه هو ا ن التصصورات الصصادقة التي يكتسسبها الزاءر في هذا المكان - ا ي في الطابقين العلويين الكاءنين في هذه الدار واللذين كانا ما وى الجهاز الا داري المششرف على تنفيذ العمليات الا رهابية التي يمارسسها الغسستابو لا تبان للزاءر بالنهو القوي الذي تبان فيه مصصاءب الاعتقال في القبو وفي ما فيه من زنزانات عديدة. يلمسس الزاءر عن كشب وبا سسلوب صصادق الدلالات عنف الا رهاب الجسسماني الذي تعرضض له المعتقلون في تلك الهقبة من الزمن يلمسس عنف الا رهاب. حتى من مششاهدته لجدران الزنزانات فقط من هنا فا نه لا مر يسسير على الفهم ا ن يهاول بعضض الششبان من زوار النصصب التذكاري الذين اكتسسبوا حديشا ششيي ا من المعرفة بخصصاءص النظام النازي تسسلية ا نفسسهم من خلال ا لقاء نظرة على تلفوناتهم المهمولة ا و من خلال تعمد مداعبة زملاءهم في الدراسسة كما لو كانوا غير مكترثين بالدلالات التاريخية التي يزخر بها هذا المكان. فبهذه التصصرفات يهاول هوءلاء الششبان تهويل ا نظارهم عن وخامة الوقاءع الماثلة صصورها ا مام ناظريهم والابتعاد بخواطرهم عن بششاعة الا حداش التي ششهدها المكان. وهذا هو بالذات المنهج الذي يرمي المعرضض ا لى تهقيقه: ا تاحة الفرصصة للزاءر لا ن يبقى مهافظا على الفتور والتهفظ ا ذا كان بهاجة لهما ولا ن يتصصف بالمجابهة والتجاوب ا ذا كان يلتمسسهما لنفسسه. ولا تجري هنا دغدغة العواطف فتعليم الششبان «الاسستجابة لمششاعر الذهول والهلع» من جملة الا مور التي يسسعى المرء ا لى تفاديها. من هنا لا غرو ا ن تبقى الرسسوم البيانية والنصصوص والصصور خلف الكواليسس. فلا ششيء يفرضض نفسسه بششكل قسسري وبا سسلوب مفرط في الظهور. وبالتالي فا ن م ن يريد ا ن يكون ''قريبا '' من الوقاءع التاريخية ما عليه سسوى الاسستعانة بالمراكز المخصصصصة لوسساءل الا علام والبالغ عددها ١٣ مركزا والم زودة بمواد مسسموعة ومصصورة يسستغرق عرض ها ا كشر من ٣٠٠ سساعة علما ا ن هذه المواد قد اششتملت على لقاءات صصهفية مع ششهود عيان ينهدرون من جماعات مختلفة جماعات كانت قد عانت من ويلات الا رهاب النازي. وعلاوة على النصصب التذكاري والمتهف تا وي دار ليوبولد دامين مركزا للبهوش والوثاءق في الوقت الراهن. ويعمل في هذا المركز سستة م ءورخين وعدد من الموظفين المكلفين بغربلة المقابلات الصصهفية التي ت جرى مع ششهود عيان عاصصروا الهقبة النازية ومنتدبين لتمهيص الموجود من الصصور الفوتوغرافية والوثاءق المختلفة. وللتعمق بالبهش في طاءفة من الموض وعات ذات الا همية وا صصدار ما يهم الدواءر العلمية والجمهور العام من موءلفات من بينها سسلسسلة دارسسات ينششرها مركز البهوش المذكور في دار نششر في كولونيا اسسمها: ا يموسس Verlag).(Emos وسسنويا ت قام في صصالات مركز توثيق جراءم النازية ا كشر من ماءة ندوة مخصصصصة لا مور كشيرة ا مور من بينها ا تاحة الفرصصة ا يض ا للموءلفين لا ن يقروءوا ا مام الجمهور ششيي ا من ا نتاجهم ولعقد حلقات لمناقششة الا مور المختلفة وا لقاء مهاض رات وتنظيم العديد من ورششات العمل كما ي قام ما لا يقل عن ا ربعة معارضض خاصصة في كل عام. وغني عن البيان ا ن هذه

9 ١٣ ١2 المعارضض الخاصصة تعمل على تعميق الفواءد التي يرمي ا لى تهقيقها المعرضض الداءم المسسمى «كولونيا في حقبة الهكم النازي» وذلك لا نها تزيد من عمق الموض وعات المختلفة وتمنه الفرصصة المناسسبة لعرضض موض وعات ا خرى لا تدخل بالض رورة في صصلب مهام المعرضض الداءم. موءسسسسة ثقافية ومكان للتعلم ا لا ا ن وظيفة مركز توثيق جراءم النازية لا تقتصصر على الماض ي فهسسب: فالمركز يرى ا ن الواجب يفرضض عليه ا ن ينهضض علاوة على دوره كمكان للذكرى والبهش بدور الموءسسسسة الشقافية والمكان المناسسب للتعلم. فهنا يجري ا عداد المعلمين لتمكينهم من ا داء وظيفتهم التربوية ا عني لتمكينهم من عرضض موض وع النظام النازي على تلامذتهم بالششكل الوافي وبرغم ما فيه من تعقيدات وا ششكاليات في كشير من الا حيان. على صصعيد ا خر ثمة مكتب تشقيفي م لهق بمركز توثيق جراءم النازية يهدف ا لى تقديم المعلومات والا رششادات الض رورية لمناهض ة التطرف اليميني وا لى ا حياء الندوات وا عداد ورششات العمل في المدارسس ومراكز الششباب والمصصانع بلا مقابل مادي من ناحية لتبيان مخاطر التطرف اليميني وممارسسة العنف ومن ناحية ا خرى لتزويد الجمهور بمتطلبات الوقاية من هذه المخاطر. ومن خلال ما لدى مركز جراءم النازية من موقع خاص على ششبكة الا نترنت يسستطيع المهتم ا عداد زيارته لنصصب التذكاري والمعرضض قبل زيارته لهما وتعميق معلوماته عنهما عقب الانتهاء من زيارتهما. فمن خلال هذا الموقع يسستطيع المرء الهصصول على معلومات وبيانات معمقة تتناول ششتى الموض وعات الخاصصة بالمركز وبالمششروعات والندوات المختلفة. ا ض ف ا لى هذا ا ن بنك المعلومات يتيه لتلاميذ المدارسس وطلبة الجامعات الوقوف بنهو يسسير على ماهية المصصادر والمراجع المتاحة. وعلى الصصعيد نفسسه فا ن المهتم يسستطيع اسستخدام مهتويات المكتبة الملهقة بدار ليوبولد دامين بيسسر وبلا عناء. من ناحية ا خرى ض م ما يسسمى «كتاب الذكرى» الموجود في بنك المعلومات المذكور ا سسماء كافة ض هايا النازية من ا بناء كولونيا اليهود. ويهظى المششروع المسسمى «تاريخ يروي ما كابده البعضض» في سسياق ما نهن في صصدى الهديش عنه: فهذا المششروع ض م ما يزيد على ماءة لقاء صصهفي مع ششهود عيان كانوا بصصفتهم من ا بناء كولونيا قد عاششوا ا حداش ذلك الزمن ورووا في هذه اللقاءات الصصهفية ما كابدوه في الهرب. وكان قد جرى تسسجيل هذه الا حاديش الصصهفية على ا ششرطة الفيديو وا مسست بالتالي متاحة للجمهور. ا ن هذه الا ششرطة هذه الصصيغة من ''صصيغ الذاكرة الجماعية المتجسسدة في ا رششيف فيديو'' تششكل كنزا ثمينا ليسس للموءرخين فهسسب بل وللمهتمين بالمسساءل التاريخية ا يض ا. فهي تتيه الفرصصة للوقوف على رواية حية جادت بها انفعالات ا فراد كابدوا الجور والظلم وكتب لهم الهظ ا ن ينجوا من الا رهاب والقمع اللذين مارسسهما النظام النازي في كولونيا. لوحات معدنية صصغيرة تضضمن ا لا يبقى الضضهايا مجهولي الهوية ا ن العمل البهشي الرامي ا لى ا حياء ذكرى ا حداش معينة يتصصف داءما وا بدا با ن يكون خليطا يجمع بين ما هو بلا هوية وما هو معروف الهوية بين ما هو تكهنات صصرفة وما هو حقاءق ثابتة. وما من ششك في ا ن تهديد هوية الض هايا والتعرف على ا سسماءهم والمواظبة على تخليد ذكراهم ا نما هي ا حد ا هم الا هداف المراد تهقيقها من خلال النصصب التذكارية. وينبغي في هذا السسياق الا ششارة بنهو متميز ا لى مششروع ''لوحات معدنية تهتوي معلومات عن ض هايا النازية تفرضض على المارين التعشر بها والتوقف عندها'' (Stolpersteine) ا عني المششروع الذي انطلق من كولونيا ا ولا وحظي بدعم ورعاية مركز توثيق جراءم النازية. والا مر الذي تجدر ملاحظته هو ا ن هذا المششروع قد ارتقى فيما بعد ا لى مششروع عالمي الا بعاد وصصار ا حد ا ششهر المششاريع الشقافية الا وربية في مجال ا حياء ذكرى الض هايا. ولا بد هنا من الا ششارة ا لى الفنان غونتر ديمنيغ الذي ششرع في تسسعينات القرن العششرين في تهقيق هذا المششروع. وتتخذ هذه القطع المعدنية ششكل لوحات مربعة طول كل ض لع من ا ض لاعها ١٠ سسنتمترات. ويجري زرع هذه السسباءك في طريق المششاة وا مام المنازل والششقق التي كان يسسكنها الض هايا الذين ر حلوا وا عدموا ا بان الهكم النازي. ويقوم ا صصهاب الش ا ن في هذا المششروع بهفر كلمات في هذه السسباءك المعدنية تبدا بعبارة مفادها: ''كان يسسكن هنا...''. ومن ثم ي ششار ا لى اسسم الض هية وا لى البيانات الخاصصة بها ا عني بيانات من قبيل تاريخ ترحيله وا عدامه والجهة التي ر حل ا ليها ا ن توفرت بش ا نها معلومات موثقة. وحتى الا ن تم زرع حوالي 4٣ ا لف سسبيكة في مختلف ا نهاء ا لمانيا. علما با ن هذا المششروع صصار يهظى بتا ييد ودعم دوليين وتزداد مهاكاته من يوم لا خر في العديد من الا قطار. وما هذه السسباءك ا لا صصيغة من صصيغ ا حياء الذكرى خارج جدران المتهف وبعيدا عن نصصب الذكرى. فمن خلال زرع هذه السسباءك في قارعات الطرقات ا مسست ذكرى الض هايا مهفورة في الصصلب والهديد وصصارت تششكل جزءا من ملامه المدن والا حياء التي تبنتها. ا مسست ششكلا من ا ششكال ذكرى تفرضض على المارة الذين يتعشروا بها ا ن يتوقفوا عندها: لا ن كتابات على جدران ا حدى زنازين النظام النازي في كولونيا Photo: Stefan Weidner

10 ١5 مواجهة الماض ي الا ليم سستانيسسواف ششتراسسبورغر: ا حياء ذكرى الماض ي ولكن با ي ا سسلوب ١4 ''من لا يقدر على ا ن يتذكر الماضضي سسيكون لزاما عليه ا ن يعيده'' هذه الكلمات الما خوذة من الفيلسسوف جورج سسانتانيا مكتوبة على لوحة موجودة في متهف معسسكر ال بادة الجماعية في ا وش فيتس.(Auschwitz) ولكن ما المقصصود ب «تذكر الماضضي» لا سسيما حينما نا خذ بالاعتبار ا ن التذكر عملية ديناميكية كما يتبين لنا من مطالعة الذكريات الكشيرة التي تركها لنا ال فراد الذين عاش وا ذلك الماضضي وكانوا ش هودا عليه سستانيسسواف ش تراسسبورغر Stanisław Strasburger سسباءك نهاسسية عليها ا سسماء ض هايا النظام النازي ا حياء ذكرى الماضضي ولكن با ي ا س لوب بولندا مشالا للتغلب على ا ثار الاحتلال Photo: Stefan Weidner يتوقفوا ويقروءوا ا سسماء الض هايا ويهيطوا علما بالمصصير الذي ا لوا ا ليه بالتاريخ ووقاءعه. ربما. لا يزال ثمة ا مل ا ن جهل ا سسماء وهويات الا فراد الذين حفروا البعضض من الكلمات المكتوبة على جدران الزنزانات الكاءنة في قبو المجمع الذي اسستخدمه النازيون في تلك الا يام معتقلا يترك بلا ريب ششيي ا غامض ا ششيي ا لم تتم فصصوله بعد. ا ذا قلنا هذا الششعور قد طغى على ا ولي ك التلاميذ ا يض ا الذين كانوا يقومون بزيارة دار ليوبولد دامين. فما حدش في تلك الا يام ا مر يعنيهم ا يض ا ا نه لا يزال ماثلا ا مام ناظريهم ويهظى باهتمامهم بنهو مباششر. وتبقى هذه الهقيقة قاءمة حتى وا ن ا خذنا بالاعتبار ا ن سسبعة عقود من الزمن تفصصل بينهم وبين ذلك الزمن ووقاءعه. وربما سسيتعين عليهم العودة ا لى المدرسسة بعد الانتهاء من زيارة المتهف ربما سستتعطل الدروسس في اليوم الذي زاروا فيه المتهف ربما سستكون مادة اللغة الا لمانية على وجه الخصصوص هي الهصصة الدراسسية التي سسيتعين عليهم حض ورها. ربما سسيرحبون كشيرا بتغيير الموض وع الذي ا صصغوا ا لى تفاصصيله في المتهف. ربما يتبهرون ا كشر فيما تتهدش به ا ليهم المعلمة من تفاصصيل تتعلق بقواعد اللغة الا لمانية. وربما سسيهيطون علما في هذا اليوم بهقيقيتين مختلفتين - حقيقة مكتوبة على سسبورة المدرسسة وحقيقة ا خرى تمت كتابتها على جدران السسجن النازي: فهم تعلموا في هذا اليوم ا مرا لا تجيزه قواعد اللغة الا لمانية تعلموا ا ن ثمة جملا لا يمكن الانتهاء منها من خلال وض ع نقطة في نهايتها وتبقى هذه الهقيقة قاءمة سسواء تعلق الا مر بعبارات مكتوبة على جدران زنزانة ا و بجملة قد شش رع في كتابتها قبل ما يزيد على سسبعين عاما. ا ن هذه الهالة الفظيعة حالة ض هايا ما عاد المرء يعرف ا سسماءهم اسستهدثت ا مرا لا يزال يفرضض نفسسه بنهو لا مناص منه في ا وروبا عامة وفي ا لمانيا على وجه الخصصوص. بمعنى ض رورة ا نششاء ن صص ب تذكارية وموءسسسسات بهشية وض رورة الاض طلاع بالمهام الا رششادية. سسيمونه فالك: م ءورخة وصصهافية ا لمانية. ترجمة: عدنان عباسس في يوم كشيف الض باب من ا يام نيسسان/ ا بريل من العام ٢٠١٠ تهطمت في مدينة سسمولينسسك الروسسية طاءرة بولندية حكومية. هذه الكارثة ا ودت بهياة رءيسس الجمهورية وزوجته ورءيسس ا ركان الجيشش البولندي ومهافظ المصصرف الوطني وعدد كبير من البرلمانيين ومن رجال الدين وكبار الموظفين الهكوميين. كان الرءيسس في طريقه على را سس وفد حكومي للمششاركة في ا حياء الذكرى السسبعينية لما يسسمى مجزرة كاتين.(Katyn) ولم تتطرق التقارير الخاصصة با سسباب الكارثة لا من قريب ولا من بعيد ا لى احتمال ا ن يكون هناك تفجير مقصصود. لكن لو ا خذنا هدف الرحلة ومكان الكارثة والصصدى الذي خلفته هذه الكارثة بعين الاعتبار يوحي با نه من الصصعوبة بمكان العشور على مناسسبة ا خرى تعكسس بنهو ا فض ل ا سسلوب بولندا الراهنة في تعاملها مع ماض يها. ا ن هذه البلاد التي احتلتها جارتاها القويتان روسسيا وا لمانيا في القرن العششرين يمكن ا ن تكون من ناحية مشالا جيدا للتغلب على تداعيات المهن التي عاششتها ومن ناحية ا خرى تمشل تهذيرا قويا يرافق التطور الذي تسسلكه ذاكرة تاريخية تبلورت في سسياق تبعية سسياسسية اسستغرقت حقبا زمنية طويلة. وا ششعر في هذا السسياق بصصعوبة كبيرة في غضض الطرف عن القراءن المهمة الكاءنة بين تاريخ بولندا وجيرانها من ناحية وتاريخ الششرق الا وسسط عامة خصصوصصا القوى الا قليمية كسسوريا ولبنان وا سسراءيل من ناحية ا خرى. ومع ا ن مناقششة هذه المس ا لة ا مر يتخطى الا طار العام لهذه المقالة ا لا ا نه لا يسسعني ا لا ا ن ا دعوا القراء ثاقبي النظر والفكر ا لى ا ن يقروءوا هذه المقالة ض من هذا المنظور. ش اهد عيان عاشش ا حداش الماضضي ا ن الجريمة البششعة التي ششهدتها مدينة كاتين الروسسية في العام ١٩٤٠ تركت جرحا وخلفت صصدمة نفسسية من ا كشر الجروه والصصدمات النفسسية التي تعرض ت لها بولندا في تاريخها المعاصصر. فالهرب العالمية الشانية تركت بعد اندلاعها بهوالي عام واحد تداعيات مختلفة كان من جملتها قيام ا لمانيا الهتلرية وروسسيا السسوفيتية باحتلال بولندا. وتهمل الظروف التي عاششتها جدتي في تلك الهقبة دلالات كبيرة. فبعدما تم اسستدعاوءها للخدمة في الجيشش كممرض ة انسسهبت برفقة كتيبة عسسكرية من العاصصمة وتهركت باتجاه الششرق. وحالها في ذلك حال الجنود المواصصلين السسير ليلا ونهارا. واعتقدت جدتي ا نه سسيكون بمقدورها ا يض ا ا ذا ما وصصلت ا لى ذلك الجزء من البلاد الذي لم تهتله القوات الا لمانية الغازية بعد الالتهاق بقوات متماسسكة الصصفوف وعالية المعنويات القتالية وقادرة على ششن هجوم مض اد. ا لا ا ن جدتي والكتيبة التي خدمت فيها كانوا بدلا من ذلك قد وقفوا ا مام نقطة مراقبة تابعة للجيشش الا حمر. ''لقد جرى تقسسيم بولندا'' ا نذر ض ابط روسسي الجنود الهاءمين على وجوههم. ''ا ن دولتكم لم يعد لها وجود وبالتالي فا ن با مكانكم اختيار واحد من اثنين: ا ما العودة ا لى الا لمان ا و البقاء معنا على هذا الطرف من النهر الذي ا صصبه يششكل الهدود الجديدة بين ا لمانيا والاتهاد السسوفيتي. كما ا ن بمقدور الض باط المرافقين لكم ا ن ينض موا ا لينا!''. بالطبع لم يعد ا حد يتهدش با ي حال من الا حوال عن تنظيم هجوم مض اد. بيد ا ن هذه الهقيقة لم تكن ا سسوا ما في الا مر من عجز وهوان: ا ذ سسرعان ما تناقلت الا فواه خبرا يفيد با ن القادة السسياسسيين والعسسكريين قد هربوا ا لى خارج البلاد. ومن نافلة القول الا ششارة هنا ا لى ا ن الصصدمة الكبرى كانت الهزيمة التي تعرضض لها الجيشش البولندي وما تبعها من تقسسيم لا راض ي الدولة البولندية. فالمواطنون كانوا قد ششعروا با ن الهكومة التي كانت تهظى بشقتهم قد خانتهم وتركتهم يواجهون مصصيرهم بلا قيادة تا خذ بيدهم وقوة تذود عنهم في مواجهة ما ا لم بالبلاد من كارثة. وهكذا فبينما ا صصيب

11 ١٧ مواجهة الماض ي الا ليم سستانيسسواف ششتراسسبورغر: ا حياء ذكرى الماض ي ولكن با ي ا سسلوب ١6 بقايا البنك المركزي البولوندي ا يام انتفاض ة وارسسو Photo: Stefan Weidner البعضض من المواطنين بهسستيريا واض طرابات عصصبية تعامل البعضض الا خر بلامبالاة وانعدام ا حسساسس مع الا مر وتهولوا ا لى ا ششخاص لا يعيرون ا ي اهتمام لما يهدش حولهم. وكانت جدتي قد قررت العودة ا لى المنطقة الواقعة تهت الاحتلال الا لماني. وبالتالي فا نها رجعت ا لى العاصصمة حيش ك تب عليها ا ن تعيشش سست سسنوات من سسنوات الهرب وا ن تقض ي من ثم 44 عاما في دولة تخض ع للاحتلال السسوفيتي في واقع الهال. وكانت جدتي في ذلك الزمن مهظوظة فعلا. فهي لم تكن ض ابطة في الجيشش وكذلك حال والدها. ولولا هذه الهقيقة لكانا قد اعتقلا في ا حد معسسكرات الاعتقال السسوفيتية الششبيهة بمعسسكر كاتين الذي قتل فيه السسوفيت حوالي 22 ا لفا من المواطنين البولنديين. وهكذا خسسرت بولندا نصصف ما لديها من ض باط. وكان هناك تششابه كبير بين السسياسسيات التي انتهجها المهتلون: فالطرفان كانا قد عقدا العزم على القض اء قض اء تاما على الطليعة المشقفة وذلك بغية تجريد البلاد من خصصاءصصها الفكرية. جراه تتهدش عن نفسسها همسسا ا ن جريمة كاتين لا تزال حتى يومنا هذا مادة لكشير من طرق التدليسس وسسبل الخداع المتداولة في الذاكرة التاريخية البولندية. ومن سسخرية التاريخ ا ن يكون النازيون هم ا صصهاب الفض ل في اكتششاف هذه الجريمة والا علان عن تفاصصيلها. فهوءلاء كانوا قد ا ذاعوا على المل ا سسماء الض هايا وا سسماء المس وءولين عن ارتكاب هذه الجريمة النكراء. ا لا ا ن السسوفييت كانوا ينكرون هذه الا خبار جملة وتفصصيلا. وفيما بعد ا ي في حقبة بولندا الششيوعية كان مصصير م ن يتهدش عن ا سسرار مجزرة كاتين السسجن. على صصعيد ا خر تكتمت الكتب المدرسسية والا حاديش التي كانت يجري ترديدها في المناسسبات العامة بالكامل على المس ا لة ا و ا ن الجميع واصصلوا الزعم با ن النازيين كانوا هم القتلة الهقيقيون. ا ما جدتي فلم يعد ا مامها خيار سسوى ا ن تسستغل فرص التنزه في الهديقة العامة لتروي لي همسسا ما كانت ششاهدة عيان عليه بعد ا ن تا خذ احتياطاتها با ن لا ا حد يسسمع ما تقوله. وكما هو معروف فقد حدش تهول جذري في ا وروبا الششرقية في العام ١٩٨٩. فقد انسسهب الجيشش الا حمر من الا راض ي البولندية. كما ا نهى الاتهاد السسوفيتي مواصصلة دعمه لهكومة البلاد الششيوعية ولم يعد يمارسس سسيطرته عليها. ولم يدم الا مر طويلا حتى ا مسست المعلومات الصصهيهة عن المس ءوولين الهقيقيين عن جريمة كاتين مادة متداولة في كتب التاريخ بلا تزويق ووجل. ولكن سسرعان ما تا كدت حقاءق ا خرى كشيرة كان من جملتها ا ن ممارسسة الرقابة على الا فكار وتزوير الهقاءق وكبت المششاعر وتجاهل جراه لم تلتي م بعد على مدى عقود كشيرة من الزمن لا تعوضض عنها روايات تتناقلها كتب التاريخ. فمع تهرير الكلمة بدا النض ال من ا جل خلق ثقافة تختص با حياء ذكرى الوقاءع التاريخية. سسخرية قاتلة سسمعت با خبار الكارثة التي تعرض ت لها الطاءرة الهكومية في سسماء مدينة سسمولينسسك في صصبيهة اليوم الذي سسقطت فيه الطاءرة. فبعد قض اء ا جازة قصصيرة في الا ردن رجعت ا لى لبنان. وخلال السساعات التالية تلقيت الكشير من التعازي ليسس من ا صصدقاء عرب فهسسب بل ومن معارف ا جانب ا يض ا. ولم يهجم هوءلاء الا ششخاص عن مواسساتي بعبارات تنطوي على معان سسامية: ''ا ن هذا الهدش ما سساة وطنية بالنسسبة لوطنك.. ا نكم لا تسستهقون هذا القدر المش وءوم... ا ننا نششارك بولندا في حزنها بكل قلوبنا''. وحينما تهدثت في بيروت في اليوم التالي عن السسياسسيين الذين لقوا حتفهم في تلك الكارثة لم يجد البعضض من الا ششخاص الذين تهدثت ا ليهم غض اض ة من السسخرية بعبارات من قبيل: ''ا نك تعلم جيدا با ني ا ششارككم في ا حزانكم ا لا ا ن تهطم طاءرة ومصصرع ما فيها من سسياسسيين لبنانيين قد يكون مناسسبة جيدة لا حداش التهول المنششود في سسياسستنا''. ولا تفوتني هاهنا الا ششارة ا لى ا نني لم ا تسستتر ا بدا على ا نني لسست من ا نصصار حزب الرءيسس الذي حكم البلاد ا نذاك. وتبقى هذه الهقيقة قاءمة بالرغم من ا ن عزم ا هم رجالات الدولة في بولندا وروسسيا على المششاركة في ا حياء الذكرى السسنوية لمجزرة كاتين وقيام التلفزيون الروسسي بعرضض الفيلم السسينماءي كاتين الذي ا خرجه البولندي ا ندريه فايدا Wajda) (Andrzej قد ششكلا تهولا كبيرا في تطبيع العلاقات بين بولندا وروسسيا. ومن سسخرية هذه الكارثة ا ن الرءيسس الراحل ليخ كاتششينسسكي Kaczynski) (Lech كان في مقدمة الا ششخاص الذين تكفلوا بخلق ثقافة ا حياء ذكرى الوقاءع التاريخية في بولندا حين كان عمدة لمدينة وارسسو. فبرعايته الششخصصية ا بصصر فيلم كاتين النور في عام ٢٠٠٧. بيد ا ن تصصورات ليخ كاتششينسسكي بش ا ن الذاكرة التاريخية تشير في داخلي ششعورا بالقلق. فتصصوراته تتبنى تعريفا لل مة والوطنية لا يناسسب طبيعة عصصرنا الراهن با ي حال من الا حوال ولا يمنع من الدخول في تسسويات انتهازية. كما يفته الباب ا مام قبول حلول وسسط في موض وعات تسستهق ا ن يناقششها المجتمع بكل صصراحة. وكشيرا ما كنت ا لمسس في هذا النهج صصورة ترسسم ملامه بولندا كما لو كان قدرها ا ن تكون ض هية ا طماع قوى عظمى ا جنبية وحلفاء ديدنهم التا مر عليها والتسستر على نواياهم الخبيشة بالمظاهر الزاءفة. واكتسسبت وجهة النظر هذه ا همية بينة بعد كارثة سسمولينسسك وا مسست حتى يومنا الراهن النبرة المهيمنة في ا غلب الهالات. هل يعني الش رف الغرور بالنفس ا ن فيلم كاتين صصورة صصادقة لهذه التصصورات بكل تا كيد. ولا تقتصصر ا هميته على ا ن مخرجه البولندي يتمتع بصصيت عالمي وا نه وبرعاية رءيسس الدولة قد نجه في حششد مجموعة من خيرة الممشلين للمششاركة في الفيلم. فالا مر الا كشر من هذا ا همية هو ا ن الفيلم قد ا مسسى بمشابة موض وع ا لزامي في المواد المقررة في المدارسس. كما صصارت وزارة الخارجية البولندية تدعوا البعشات الدبلوماسسية في كل ا نهاء العالم ا لى بذل جهدها لدعم الفيلم في الخارج. وهكذا لم يعد كاتين فيلما سسينماءيا مادته مسستقاة من حقاءق تاريخية فهسسب بل صصار ا يض ا وسسيطا ثقافيا يعكسس الذاكرة التاريخية